[center]جاء رجل إلى سفيان الثوري فقال : يا سفيان ! لقد ابتُليت بمرض البُعد عن الله ، فصف لي دواءً .
فقال سفيان : ( عليك بعروق الإخلاص ، وورق الصبر ، وعصير التواضع ، ضع هذا كله في إناء التقوى ، وصب عليه ماء الخشية ، وأوقد عليه نار الحزن ، وصفِّه بمصفاة المراقبة ، وتناوله بكف الصدق ، واشربه من كأس الاستغفار ، وتمضمض بالورع ، وابعد عن الحرص والطمع ، تشف من مرضك بإذن الله ) .
وهذا الدواء يحتاج إلى سنوات في تطبيقة : إخلاص وورع وصبر ، هذه هي التقوى الحقيقية ، والإنسان لا يستطيع أبداً أن يعيش دون أن يأكل أو يشرب ، كذلك الروح قد تموت في القلب ، وفي النفس ، وفي البدن ، وصاحبها لا يدري ؛ لأن للروح دواءً ، ولأن للروح غذاءً ، ولأن للروح علاجاً ، ولا يعلم دواء وعلاج وغذاء هذه الروح إلا خالقها ،
يقول تعالى : وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إلا قَلِيلَاً [الإسراء:85] ،
ويقول النبي صل الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري : ( مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت )
ألم أقل لك : إن الذاكر لله حي وإن حُبست منه الأعضاء ، وإن الغافل عن ذكر الله ميت وإن تحرك بين الأحياء ؟!